يوم الطفل الفلسطيني

الطفل الفلسطيني في يومه.. طفولة مستهدفة وحماية مفقودة

تمر ذكرى يوم الطفل الفلسطيني بينما معاناتهم ما زالت مستمرة مع استمرار الاحتلال .
أقر في الخامس من نيسان عام 1995 يوم الطفل الفلسطيني، الذي يحتفل به كل أصحاب الضمير الإنساني حول العالم، تقديرًا لمعاناة أطفال فلسطين الذين ما زالوا يحلمون بطفولة طبيعية بعيدًا عن الاحتلال والموت الذي يعيش معهم .
يُقدر عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال منذ العام 1967 بما يزيد عن (50.000) طفل ، ذكوراً وإناثاً، دون مراعاة لصغر سنهم وبراءة طفولتهم وضعف بنيتهم الجسمانية.

وخلال السنوات الأخيرة تمادت سلطات الاحتلال الصهيوني في إمعانها وجرائمها بحق أطفال فلسطين، حيث ناقش الكنيست الصهيوني وأقر العديد من القوانين التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين، وبما يسهل إجراءات اعتقالهم ومعاقبتهم والانتقام منهم ومحاكمتهم وتغليظ الأحكام الصادرة بحقهم مثل: قانون محاكمة الأطفال دون سن 14 عاماً، قانون تشديد عقوبة الحد الأدنى على راشقي الحجارة في القدس، قانون رفع الأحكام بحق الأطفال راشقي الحجارة. هذا بالإضافة إلى التوسع بفرض “الحبس المنزلي” والتي باتت تشكل ظاهرة آخذة بالاتساع وخاصة في القدس، الأمر الذي حوّل مئات البيوت الفلسطينية هناك إلى سجون، وجعّل من المقدسيين سجّانين على أبنائهم القُصّر، تنفيذاً لشروط الإفراج التي فرضتها عليهم المحاكم الصهيونية ، الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية لدى الأطفال وذويهم.

ولا يتوانى أطفال فلسطين على الرغم من كل ما سبق، عن الاستمرار بإعلان حقهم بالحياة للعالم، من خلال صمودهم وتفوقهم في شتى المجالات، ليكونوا صوت فلسطين القوي، الثابت، صوت السلام.
مثل إقبال الأسعد- أصغر طبيبة في العالم عام 2006، دخلت موسوعة غينيس العالمية، بصفتها أصغر طالبة جامعية في العالم (13 عاماً)، وتتخرج من بعدها في عمر الـ 20، لتدخل موسوعة غينيس للمرة الثانية، وتنال عن جدارة لقب أصغر طبيبة في العالم .

كان الأطفال، في جميع مراحل ومحطات الصراع الفلسطيني- الصهيوني هم الضحية الأبرز، ولا تكاد تخلو مواجهة من ظهور المزيد من الشهداء الأطفال الذين يذهبون ضحايا .
وتظل أسماء بارزة لشهداء من الأطفال عالقة في الأذهان، ولا يمكن أن تسقط من ذاكرة الفلسطينيين، جيلاً بعد جيل، حتى أضحوا رموزاً للنضال ، وتجسيداً لوحشية الاحتلال الإسرائيلي وجبروته، وصمت وربما تواطؤ المجتمع الدولي.

محمد الدرة يعتبر بمثابة رمز فلسطيني لا يبدو اسمه غريبا، بعدما صدمت طريقة قتله ً، العالم بأسره وهو في حضن والده، في الأيام الأولى للانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وهو لم يزل في الـ11 من عمره.

وفارس عودة الذي أطلق عليه لقب “الجنرال”. استشهد في غزة أيضاً بعد نحو شهرين من حادثة محمد الدرة، وشكّل مشهد وقوفه أمام الدبابة الصهيونية وهو يرشقها بالحجارة، إحدى العلامات البارزة في الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، كان استشهاد فارس عودة “15 عاماً” في 8 تشرين الثاني عام 2000، بالقرب من معبر “كارني” ، بعدما ظهر متحدياً دبابة للعدو في صورة تصدّرت وقتها الصفحات الأولى للصحف العربية والعالمية، لكن ما لم يظهر في الصورة هو قنصه برصاصة قاتلة من أحد الجنود الصهاينة ليسقط شهيداً.

إيمان حجو الرضيعة لم يتجاوز عمرها الـ4 أشهر، اخترقت شظية قذيفة دبابة صهيونية جسدها الصغير، محدثة حفرة بين الصدر والبطن.. تلك كانت الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم في عام 2001، أي بعد عام واحد فقط من اندلاع الانتفاضة الثانية.
لا يزال الطفل الفلسطيني يواجه آلة القمع المتواصلة بحقه من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي تتوالى فيه منظّمات حقوق الإنسان، بالوقوف على عملها الأساسي وهو حماية الطفل الفلسطيني من هذه الانتهاكات.

أنا طفلٌ فلسطينى
شعوبُ الأرضِ تعرفنى
وتعرفُ كُنْهَ تكْوينى
فلا خوفٌ … ولا إرهابُ طُغْمَتِهِمْ
سَيُرْعِبُنى وَيُثنينى
ولو زادوا بطغيانٍ حِصاراتي
فَمِلحُ الأرضِ يكفيني

شَرِبتُ القَهْرَ مِنْ صِغَري
زَرَعْتُ العِزَّ والإصْرارَ فى صَدْري
فَمَنْ يَرغَبْ بِمَعْرِفَتى وتكويني
فعنواني
مِياهُ البحرِ مِنْ غَزّهْ
إلى الشُطْآنِ مِنْ يافا
إلى حيفا إلى عكا
إلى أرضى بحِطيني
وكلُ القدسِ فى قلبى وفى ديني
وَعِشْقُ الأرضِ والأوطان فى كبدي
سَأبْقيها وَتُبقينى
وأُحْييها وَتُحْيينى

إعداد و تقديم : كوثر صالح .