فلسطين أم البدايات

الأمير الأحمر  .. أبو حسن سلامة

لطالما كان الاغتيال سلاح الكيان الصهيوني لاستهداف قادة المقاومة الفلسطينية، لكن الأمير الأحمر  أخطبوط المقاومة وقاهر الموساد أهانه  وسبب له حرجاً عالمياً، كان له رأي آخر بعد أن أفشل 5 محاولات لاغتياله قبل أن تنجح المحاولة الأخيرة عام 1979.

تصادف اليوم  الموافق 22 كانون الثاني الذكرى السنوية لعملية اغتيال القائد  علي حسن سلامة.

 لقب بـلأمير بسبب ثرائه وظروف معيشته وبالأحمر إلى نضاله في صفوف المقاومة الفلسطينية  .

كان أبوه الشيخ حسن سلامة أحد قادة «الثورة الكبرى» في فلسطين عام 1936 ضدَّ الانتداب البريطاني .

 بعد تدمير القرية على يد العصابات الصهيونية عام 1948، التجأت عائلة سلامة إلى لبنان قبل أن تنتقل بعد عدة سنوات إلى رام الله ، حيث أكمل سلامة دراسة الثانوية العامة هناك، ثم سافر إلى سويسرا لدراسة اللغات، ومنها إلى ألمانيا قبل أن يعود إلى القاهرة حيث درس التجارة .

وفي أعقاب نكسة حزيران 1967 سافر سلامة إلى الأردن من أجل الالتحاق بمقاتلي حركة فتح، و قد أُرسل إلى القاهرة ومن ثم موسكو ليتدرب على أيدي ضباط المخابرات، حيث شارك بعد عودته في تأسيس الجهاز الأمني لحركة فتح ، ليصبح عقب ذلك من أبرز المقربين إلى ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية .

مع انتقال القيادة والمقاومة الفلسطينية إلى لبنان عقب أحداث “أيلول الأسود” التي وقعت في الأردن، تولى علي سلامة قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات الصهيونية في العالم وأوروبا تحديداً ، ليُنفذ في أيلول 1972 عملية نوعية مفاجئة للموساد والكيان الصهيوني والعالم أجمع ، عندما اقتحم ثمانيةُ مقاومين فلسطينيين من منتسبي منظمة أيلول الأسود مقر البعثة الرياضية الصهيونية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ميونيخ الألمانية، احتجزوا تسعة رهائن صهاينة وطالبوا بالإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية مقابل الإفراج عنهم. 

وإلى جانب عملية ميونيخ التي رفضت خلالها دولة الاحتلال التفاوض مع المختطِفين وانتهت بمقتل الرهائن والخاطفين على حد سواء ، ارتبط اسم الأمير الأحمر بالعديد من العمليات النوعية الأخرى، والتي تمثلت في إرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عملاء الموساد في أوروبا ، كما تمكن سلامة من كشف العديد من جواسيس الموساد داخل المنظمة .

وفي أحدى محاولات الاحتلال الفاشلة لاغتياله في عام 1973، قتل الموساد بالخطأ نادلاً مغربياً اسمه أحمد بوشيخي، وأصبحت هذه القضية تعرف باسم قضية “ليلهامر” في النرويج، حيثُ أدت إلى اعتقال عددٍ من عملاء الموساد وسببت احراجاً كبيراً لكيان الاحتلال وجهاز استخباراته. 

عقب سطوع نجمِه، أمرت رئيسة الوزراء الصهيونية أنذاك غولدا مائير باغتياله بعد أن قالت “اعثروا على هذا الوحش واقتلوه”.

وهو ما دفع كيان الاحتلال إلى وضع ثقله بالكامل من أجل اغتياله ، ولإتمام ذلك جند الموساد البريطانية ذات الأصول اليهودية إيريكا تشامبرز التي خضعت لعملية تجميل من أجل إخفاء مظهرها الحقيقي ،  والتي بدورها استطاعت التنكر والتقرب من سلامة ومعرفة تفاصيل تحركاته .

السبت 20 كانون الثاني، نقل عملاء الموساد 100 كيلوغرام من المتفجرات الى قاعدة بحرية تقع بالقرب من قيسارية، وحملوها على ظهر سفينة من نوع “ساعر 4” كانت على أهبة الإبحار.

في 22  من كانون الثاني 1979 بالنسبة للأمير الأحمر، كان ذلك يوماً عادياً وصل الى بيته ليحضر نفسه للسفر الى دمشق .

كانت ايريكا رابطة بالقرب من نافذتها ،  لتضغط على زر تفجير السيارة المفخخة عن بُعد  لتفجير سيارة كانت مركونة بالقرب من طريق مرور سيارته في  بيروت، الأمر الذي أدى إلى استشهاده مع حراسه الأربعة، إلى جانب أربعة من المارة .

  يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ      صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ

  أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً       وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ

  وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها    بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُ

  وإذا الكرامةُ والنَّبالةُ والفِدا   إكليلُ غارٍ فوقَ هامِكَ يُوضَعُ

  فعلامَ يا وَطَنَ العُروبةِ صامِتٌ    ووِصَالُ شعبِكَ تِلْوَ بعْضٍ تُقْطَعُ

   أَسْرِجْ خُيُولكَ قَد كفاكَ تبَاطُؤاً    كُنْ كالشَّهيدِ وَقَدْ جَفاهُ المضْجَعُ

يا فارساً بَذَلَ الحياةَ رخيصَةً     بُورِكْتَ شِبلاً لِلْمَعَاليَ تَنْزعُ

  فَتَوسَّدِ الجَوزاءَ في عِزٍّ وكُنْ     كالشَّمسِ شامِخةً تهِلُّ وتسطَعُ

اترك تعليقاً