فلسطين أم البدايات

معركة الكرامة

تعد معركة الكرامة أول انتصار عربي وفلسطيني على آلة الحرب الصهيونية بعد هزيمة عام 1967.
نشطت مجموعات من الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الغور الشرقي، وفي مطلع سنة 1968 صدرت

عدة تصريحات رسمية عن كيان الاحتلال تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينين عبر نهر

الأردن فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب، وبناء عليه زاد نشاط الدوريات الصهيونية في الفترة

ما بين 15-18 آذار بين جسر الملك حسين وجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية فوق وادي

الأردن.
جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من نهر الأردن. نسبت

المعركة إلى قرية الكرامة التي حدثت أهم الاشتباكات فيها وقربها.

في الوقت الذي ادعى فيه العدو أنه قام بالهجوم لتدمير قوة من المقاومة الفلسطينية.
هنا كان الرد الاردني أن هدف العدو من الحرب ليس هو الهجوم بغرض تدمير قوة المقاومين العرب

في بلدة الكرامة، بل أن الهدف الحقيقي هو احتلال المرتفعات الشرقية من الأردن والاقتراب من

العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي يفرضها العدو ولأن كيان

الاحتلال كان يرغب في توسيع حدودها وضم أراضي جديدة من الأردن ، بالإضافة إلى محاولته

احتلال أراض أردنية واقعة شرقي النهر والتمسك بها بقصد المساومة عليها نظراً للأهميةالاستراتيجية

لهذه المرتفعات.

بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 آذار 1968، حين هاجمت القوات

الصهيونية ثلاثة جسور في وقت واحد، قام المهندسون العاملون في قوات العدو ببناء جسر عائم في

الشمال كي تتمكن القوات من عبور النهر. توغلت رؤوس الحربة الصهيونية عبر جسر اللنبي وتقدمت

باتجاه الشونة الجنوبية . على أربعة محاور، وهي: محور العارضة، وادي شعيب، سويمة، الصافي؛

ولكن المعارك الرئيسة دارت فعلاً على المحاور الثلاثة الأولى.
كان قوام جيش الاحتلال الصهيوني أربعة ألوية ووحدات مدفعية وأربعة أسراب من الطائرات

القاذفة، إضافة الى طائرات عمودية؛ برفقة خمسة عشر ألف جندي.

واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل

العمليات القتالية اتضح أن قوات العدو المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع

تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض

والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك.

لم تستطع القوات الإسرائيلية العبور حسب المقتربات المخصصة لها. ودليل ذلك أن القوات الصهيونية

التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم

وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة

للبناء على الجسور التي دمرت، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام

المبادرة مما أربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها

الشديدة.

اصطدمت القوات الصهيونية الغازية بمقاومة عنيفة من الفدائيين الفلسطينيين وقوات الجيش الأردني،

بلغت ذروتها بعد الساعة العاشرة صباحًا؛ حيث دارت معارك بالسلاح الأبيض والأحزمة الناسفة؛ وفي

الساعة الحادية عشرة والنصف طلب كيان الاحتلال إزاء خسائره ؛ ولأول مرة في تاريخ الصراع

العربي الصهيوني من الضابط الصهيوني أودبول وقف إطلاق النار، وتم انسحاب آخر جنود الاحتلال

في الساعة الثامنة والنصف مساء؛ وتكبدت قوات الاحتلال خسائر إضافية خلال انسحابها جراء

القصف المدفعي الأردني وكمائن المقاومة الفلسطينية المنتشرة على كافة المحاور.
استمرت المعركة الدامية خمس عشرة ساعة، خسر فيها الجيش الصهيوني مئتين وخمسين جندياً؛

إضافة إلى نحو أربعمائة وخمسين جريحًا؛ بينما إرتقى من الجانبين الفلسطيني والأردني نحو مئة

وخمس وثمانين شهيداً، ونحو مئتي جريح.
إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي،

وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي”.


مبروك للي معتلي راسه التاج * وبالواحد وعشرين زاد ابتهاجه

بيوم الكرامة يوم جيش العرب هاج * خلى بني صهيون يرجع ادراجه

يوم ان غزانا في طوابير وافواج * مغرورٍٍ والمغرور هذا علاجه

عالأرض دبابة وبالجو ميراج * والدو من علياه كاتم عجاجه

واعلى الشهادة نالها كل هداج * يفخر بها ليا صار يوم المواجه

يوم الخلايق تلتقي وكلها إلهاج * ينجى بها من نار زايد اوهاجه

وجه الشهيد يظل ناصع وهاج * بالجنه أللي شامخاتٍ ابراجه

ويظل في عين الولي خير من داج * ويظل بالظلمة مولع اسراجه

ولا تحسب انه ميتٍ تحت مدماج * هو حي يرزق والكواعب ازواجه

إعداد وتقديم : كوثر صالح .