انتفاضة الحجارة وسياسة تكسير العظام
انتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها أبناء الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة ، بدأت الانتفاضة في 8 كانون الأول 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين .
يعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة صهيوني بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز «إريز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية منذ سنة 1948.
وكان الرد الصهيوني أن قال رئيس حكومة الاحتلال أن ذاك إسحق رابين خلال كلمة في الكنيست «سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة لفعل ذلك». معلناً سياسته بتكسير العظام حيث قال سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك».
وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط عندما نشر مصور صهيوني صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل باستحدام الحجارة في نابلس عملاً بما هدد به رابين.
تميزت الانتفاضة بحركة عصيان وبمظاهرات ضد الاحتلال ، وقد تولى الانتفاضة عموما الأطفال والشباب الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارة ويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة. كما كانوا يجتمعون حول الجوامع ويتحدون الجيش بأن يقوم بتفريقهم. وقد استعملت مكبرات الصوت لدعوة السكان إلى التظاهر ويتم الكتابة على الجدران للثورة ضد جيش الاحتلال الصهيوني .
كانت المناشير توزع عند مداخل المساجد من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة. أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب . جاء توزيع المناشير كشكل من أنواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على وسائل الإعلام التي لم تستطيع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتقال للصحفيين.
تقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي القوات الصهيونية أثناء انتفاضة الحجارة بحوالي 1,162 شهيد .أما من الجانب الصهيوني فقد قتل 160.
إن سياسة “تكسير العظام” التي اتبعها جيش الاحتلال لم تفلح في تحقيق أهدافها في ردع الفلسطينيين عن مواجهة الاحتلال والمشاركة في الفعاليات، “لم تدُم طويلًا هذه السياسة، بل إنها زادت التحدي والاشتعال في نفوس الشباب الفلسطيني
وقد تم اغتيال المجرم إسحاق رابين، الذي سقط صريعا حسب الرواية الرسمية في الكيان على يد اليميني يغال عامير يوم الرابع من تشرين ثاني 1995 .
بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستُشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً صُفِحَتْ أجسادُها ضد الحراره..
قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصاق المحارة
واحدٌ يبحث منا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً.. وزواجاً رابعاً.. ونهوداً صقلتُهُنَّ الحضارة..
واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..
واحدٌ.. يطلب في البارات ثاره..
واحدٌ.. بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
آه.. يا جيل الخيانات.. ويا جيل العمولات.. ويا جيل النفايات … ويا جيل الدعارة..
سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخُ-
أطفال الحجاره..
إعداد وتقديم : كوثر صالح .