فلسطين أم البدايات

قصر هشام

في منتصف منطقة صحراوية بمدينة اريحا الفلسطينية ، ثالثُ أقدمِ مدينة عرفت على وجه الأرض ، والأكثرُ انخفاضاً عن سطح البحر في العالم ، يتربع قصر الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، المعلم الأبرز في اريحا مدينةِ القمر.
بني القصر عام 743 ميلادي على يد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، وأكمل بناءه نجله الوليد الثاني ، يقع على بعد 5 كيلومتر إلى الشمال من أريحا . كان القصر مقرا للدولة ، و كان يعرف بأحد قصور “بادية الشام”، وكان قصرا شتويا للخليفة بفعل اعتدال حرارة منطقة أريحا والأغوار الفلسطينية في الشتاء، وكان القصر مبنيا من طابقين: الأول فيه غرفُ خدمات وحراسة، والطابق الآخر كان يعيشُ فيه الخليفة.
في القصر العديد من المرافق المهمة، مثل منطقة النافورة ، ومسجدين ، وقاعة الاستقبال ، و التي تحوي أكبرَ أرضية فسيفسائية متصلة في العالم ، و تعرف باسم “شجرة الحياة” بمساحة 847 مترا مربعا، من خلال رسم 38 سجادة من عشرات أنواع الحجارة في فلسطين ، بأشكال هندسية غاية في الدقة والجمال، و بها تتدرجُ ألوانٌُ جميلة ، تصل ل21 لونا”

تضم الأرضية ملايين أحجار الفسيفساء ، تتراءى للناظر بألوان زاهية، كالأحمر، وهو حجر القدس، والحجر الأبيض من حجر الخليل جنوب الضفة ، واللون الأسود من حجر منطقة النبي موسى في أريحا.
أغلب أحجار الفسيفساء التي شكلت مساحة اللوحة ، تقع على حجم سنتمتر طولاً ومثله عرضاً، الأمر الذي يسهل التحكم من أجل عكس الرسومات والأوجه خاصة، وتحتاج تغطيةُ مساحة متر مربع قرابة 10 آلاف حجر من مقاس السنتمتر، لكن بعض الأحجار تصل من 5 الى 6 ميلمترات، وغالبيهتُا تقع بالقرب من رسومات شجرة الحياة ، وتجسد شجرة برتقال على يسارها أسداً يفترس غزالا، وعلى يمينها غزالان يعيشان بسلام، وتلخص اللوحة الحياة في السلم والحرب.

كان يتم تزويد القصر بالماء من العيون الطبيعية القريبة، مثل عين السلطان، وكانت تمتد القنوات وصولا إلى بركة لتجميع المياه قرب قاعة الاستقبال، لخدمة الحمامات الموجودة فيه ، و تعد عين السلطان من المناطق التي سُكنت في بدايات التاريخ . كما استُخدمت في القصر منحوتاتُ الجبص على شكل نباتات أو حيوانات، وكان يتم تلوين هذه الزخارف الجبصية بالألوان الزاهية.
يقول الخبراء بأن زلزالا عنيفا قد ضرب المنطقة ودمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل . وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حُفظت الفسيفساء والرسومات الموجودة هناك .

قام القائد صلاح الدين الأيوبي وجندُه بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي ولكن بعد ذلك وحتى سنة 1940 من هذا القرن كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا.

ولد على وقت المآذن في أريحا نازلاً من فرَس الله السريعة.

حينما يرتجل الموتُ الضحايا والطواحين تئن..

يا إلهي أعطنا كلَ الوطن

كيف نرضى بعد هذا الجرح بعضاً من وطن

يا إلهي أعطنا بعضَ زمن

ننقش القبر الذي كان ارتجالا في فجاءات الزمن ..

نحن شئنا .. أم بلاد العمِّ سام

لنغني مثل ما شاء لنا الحاخام في دنيا الزحام

أكل الليل الخيام ثم قالوا لأريحا .. لا كلام

ذلك القاهر وجه الخوف في ليل الخطر

ذلك القادر أن يلجم شَدَق الريح في كل ممر..

قنبلةٌٌ سقطت دون تفاصيل .. تهد المقصله

ما الذي أطفأ تلك النار.. يا للمهزله

صفعة أولي تليها صفعات مقبله

فهذا شجر البلوط .. و تلك يا رب أريحا

إداد وتقديم : كوثر صالح .