فلسطين أم البدايات

ضيف ثقيل.. برد الشتاء يسري في أجساد الأسرى والدفء ممنوع !

لم يكن يوماً فصل الشتاء ثقيلاً، فهو الخير من بدايته حتى نهايته، إلا أنه بات ضيفاً غير مرغوب فيه عند الأسرى القابعين خلف القضبان الصهيونية ، لينقلب هذا الفصل لكتلة من فيضانات المنغصات اليومية والأمراض والانتهاكات التعسفية الخطيرة ، فلا نومٌ دافئ ولا ملابس تقي برد الشتاء ولا طعام يواجه أمراض الشتاء.

بات الشتاء بالنسبة للأسرى عدواً إضافياً، خاصةً أن معظم السجون تقبع في مناطقَ صحراوية ، فضلا عن خطورة الاقتحامات الليلية في هذا الفصل ، حيث يكون الأسرى في فراشهم، هنا يتعمد الاحتلال اقتحامَ واقتياد الأسرى للتنغيص عليهم. و لا يملك الأسير فيها سوى ملابَسه الخفيفة التي تقدمها إدارة السجن للأسير في الساعات الأولى للاعتقال وهي عبارة عن “افرهول بنى اللون”.

فرض الاحتلال من جديد سياسة التنقلات عبر سيارة البوسطة، التي يعاني فيها الأسرى معاناة شديدة، فهي حديدية و ذات مقاعد حديدية ، يجوب بداخلها الاسرى مساحات عديدة مما يزيد من معاناتهم .
إدارة السجون تفرض قيودًا على استخدام الكهرباء وأدوات التدفئة، “وتمنع الأسير حتى ولو على حسابه الخاص من شراء أية مدفأة لاتقاء البرد”.
البرودة الشديدة في بعض السجون كسجن النقب والسجون التي تقع جنوب فلسطين المحتلة تصل لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرد.

يعتبر مركز التوقيف والتحقيق فى “عتصيون” من أسوأ مراكز التحقيق الصهيونية حيث يقبع بداخله العشرات من الأسرى و تنتشر في زنازينه الرطوبةُ والعفن بشكل كبير ، وتتعمد الادارة اجراء حملات تفتيش مستمرة تقوم خلالها بإخراجهم في البرد لساعات دون ملابس أو أغطية .
وتجبر عناصر الإدارة في عتصيون الأسرى على التعري بحجة التفتيش الشخصي خلال البرد بحثاً عن أغراض ممنوعة كما تدعى، علما بأن هؤلاء المعتقلين تم تفتيشهم بشكل دقيق حين الاعتقال، وخلال التحقيق .
بذكر أبرز المعتقلين
يعد المعتقل عبد الله البرغوثي صاحب أعلى محكومية، إذ قضت عليه محكمة بالسجن 67 مؤبدا.
و يُلقّب الأسير كريم يونس بعميد الأسرى الفلسطينيين، إذ قضى أكثر من 38 عامًا برفقة ابن عمه ماهر يونس وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي صهيوني عام 1983.

إلهي قد بكيت ُ دما ً عليهم *** و حزني قد غشى طرفي الكسيرُ

أبيت ُ وفي الفؤاد ِ جراحُ أسرى *** تقضُ مضاجعي فأنا الأسيرُ

يحاصرني شعورُ الذل ِ مما *** أرى من حال ِ أمتنا المريرُ

إلهي ضيق ِ الدنيا عليهم *** و عذبهم بها وكذا القبورُ

فصبرا ً يا أسيرُ فأنتَ حرُ ُ *** إلى الأخرة بلا قيد ٍ تسيرُ

تذكر هذه الدنيا ستمضي *** و إن طالَ الزمانُ بها يسيرُ

إعداد وتقديم : كوثر صالح