مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان .. ميليشيات عربية .. بفكر صهيوني .. وسط صمت عربي ودولي مخزٍ.
أربعة آلاف شهيد وشهيدة حصيلة ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها المليشيات الموالية للكيان الصهيوني في الفترة ما بين 16-18 أيلول 1982، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ.
استمرت المذبحة 3 أيام، قتلا وذبحًا وتشريدًا، و ربما الكلمات والتوصيف لن تصف جزءًا من الإجرام الذي حدث في المخيمين في تلك الفترة يومَ كان لبنان غارقًا في أتون الحرب الأهلية.. حيث استغل كيان الاحتلال الصهيوني الاتفاق الذي قضى بخروج فصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان وتشتيت مقاتليها في عدد من الدول العربية عقب الحصول على ضمانات أميركية بحماية المخيمات بعد إرسالها قوات حفظ سلام انسحبت بسرعة فيما بعد.
و مباشرة بعد مقتل بشير الجميل قائد ميليشيا الكتائب اللبنانية في انفجار ضخم هز أركان بيروت , دخلت إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا ثلاث فرق تابعة لمليشيات القوات والكتائب قادها إيلي حبيقة , وبمشاركة قوات تابعة لما يسمى بجيش لبنان الجنوبي العميل للكيان المحتل بقيادة الرائد سعد حداد اضافة الى وزير الحرب الصهيوني أرييل شارون الذي اعتلى سطح مبنى السفارة الكويتية السابق والمطل على المخيم، للإشراف بنفسه على مراقبة مجريات المجزرة.
في 15 أيلول حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني حي صبرا ومخيمَ شاتيلا، وراحت تراقب كل حركة في المنطقة من فوق عمارة احتلتها، وفجر الخميس 16 أيلول، أخذت القوات التي تمركزت في بناية على مدخل شاتيلا تراقب كل لحظة ومتحرك في المخيم وتعطي الأوامر للقتلة، بينما راحت طائراتها وجيشها يلقون القنابل الضوئية، لينيروا عتمة المكان الآمن أمام أعين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ. صباح الجمعة 17 أيلول، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها الى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج إلى خارج المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلاتٌ وبيوتٌ لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام، و ذلك أن القتل كان يتم بصمت وسرعة. في يوم الجمعة، بدأت حكايات حُفَر الموت، وازداد عدد المهاجمين، رغم أن الشهادات والوقائع تؤكد أن العدد الأكبر من الشهداء ارتقوا في الليلة الأولى للمجزرة، ليلة الخميس، لكن أساليب القتل تطورت وأضيف اليها القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ. في اليوم الثالث، 18 أيلول، استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، رغم أن التعليمات كما قالت مصادر العدو صدرت للمهاجمين بالانسحاب في العاشرة صباحا، لكن عشرات الشهادات للسكان أكدت استمرار المجزرة لحدود الساعة الواحد بعد الظهر، وتميز بعمليات الموت الجماعية العلنية، وبدأ التحقيق من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والميليشيات الموالية لها، وجرى اعتقال واختطاف العشرات، معظمهم لم يعد ولم يُعرف مصيره. رائحة الموت عالقة في رؤوس من عايش المجزرة والتي توصف بأنها من أبشع جرائم القتل والإبادة في التاريخ الإنساني، كما أنها تعيش في وجدان كل فلسطيني وإنسان حر في أصقاع المعمورة.
إعداد وتقديم : هادي السردي
