فلسطين أم البدايات

المسجد الإبراهيمي الشريف

يُسمّى بـ المسجد الإبراهيميّ، نسبةً إلى النبي إبراهيم والمُلقّب بـ «خليل الله»، كونه دُفن فيه بحسب روايات تاريخيّة .
يُعتبر أقدمَ بناء مُقدّس مُستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريباً، وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين .
يقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الفلسطينية المحتلة ،وهو يشبه في بناءه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سورٌ عظيمٌ مبنيٌّ من حجارة ضخمة يصل طولُ بعضها لـ7 أمتار، ترجع أساساته لعهد هيرودس الأول (37 ق.م)
يعد منبر الحرم أقدم منبر إسلامي، وهو تحفة فريدة، صنع في مصر عام 484 للهجرة، ثم نقل إلى عسقلان، وخاض صلاح الدين الأيوبي 52 معركة حتى وضعه في مكانه الحالي بصدر المسجد.ومما يميز المنبر أنه مصنوع من خشب الأبانوس المطعم، ولا يوجد فيه أي مسمار، وإنما ركب بطريقة “التعشيق”.
مذبحة الحرم الإبراهيمي نفذها باروخ جولدشتاين، وهو طبيب يهودي . فجر الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ / 25 شباط 1994 التي قام بها مع تواطؤ عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة ، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
وقام الجنود الصهاينة الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

جولدشتاين من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية ، وكان قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل.
وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي أثناء تشييع جثامين الشهداء ، مما رفع مجموع الضحايا إلى 50 شهيد .
كان لتقرير لجنة التحقيق الصهيونية «شمغار» الأثر الأكبر على أوضاع مدينة الخليل عامّة، وعلى أوضاع المسجد الإبراهيمي خاصّة، فقد خَرَجت لجنة «شمغار» بتوصيات عديدة عقب أحداث مذبحة الحرم الإبراهيمي تبنّتها الحكومة الصهيونية ، كان أهمّها وأخطرها هو تقسيم الحرم الإبراهيمي بين المسلمين واليهود، وطبّقت ذلك في 29 أب من العام نفسه حيث تمّ تقسيم المسجد الإبراهيمي وتحويل جزءٍ منه إلى كنيس يهودي بشكل رسميّ لأوّل مرة في تاريخه، فأصبح 60% من مساحته لليهود، وهي الحضرة اليعقوبية والإبراهيمية واليوسفية، إضافةً إلى صحن المسجد وهي المنطقة المكشوفة فيه. وأمّا باقي المسجد فبقي للمسلمين، وهي القاعة الإسحاقية كما بقي للمسلمين مصلى الجاولية. وقاموا بفصل هذين الجزئين بحواجز وبوابات حديدية مُحكمة ووضعوا فيها ثكنات عسكرية للإشراف والمراقبة. كما سُمح لليهود باستخدام كامل المسجد 10 أيام في السنة هي أيام أعيادهم، وكذلك 10 أيام في السنة للمسلمين.

الدين و الطهر والأخلاق والعمل …
عند الخليل وفي الأكناف تكتمل ُ…
يا أرضَ مٍَن بايعوا رباً نقدسُهُ…
من عهد آدم حتى عهدِ من نسلوا…
تجري عليها بإذن الله مكرمةٌٌ…
بانت هنك وبان الثوبُ والحُلَلُ …
على حماها وفي أحيائها عربٌ…
من نسل هاجرَ ما غابوا وما رحلوا…
على المآذنِ ذكر الله مرتفعٌ…
في كل منطقةٍ في أرضها بطل …

إعداد وتقديم : كوثر صالح .