فلسطين أم البدايات

قرية عزون

هناك رأيان في سبب تسمية عزون الأول: عين العز لكثرة الأشجار المثمرة حولها، وأصبحت تعرف بـِ عزين، ثم حرفت إلى عزون.
الثاني: عزون من الأصل الآرامي يعز بمعنى صَلُب وأشتد مراسه، فهو عزيز وهذه صفة أهلها، وهذا الرأي قد يكون الأصح.
تقع بلدة عزون على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية، وعلى بعد أثنين وعشرين كيلو مترا جنوبي طولكرم، ويصلها بمدينة رام الله طريق معبد يمتد جنوباً إلى قرى كفر ثلث ومسحة ودير بلوط وبيرزيت .
تقع القرية على الخط الاحتلالي الفاصل ما بين الضفة الفلسطينية المحتلة عام 1967 و أراضينا المحتلة عام 1948، وهو ما جعلها مطمع للاستيطان منذ احتلالها وحتى الأن.
ومنذ العام 2015 تفرض قوات الاحتلال حصارا متقطعا على القرية، ولكن الحصار الأطول كان منذ 2003 وحتى 2015.
ويحاصر القرية الجدار العازل والبوابة المقامة عليه، وست مستوطنات ثلاثة منها مقامة على أراضيها بالكامل
اقترن اسم البلدة بالمعركة الشهيرة (معركة واد عزون) والتي كانت من المعارك الفاصلة التي ردت نابليون وحملته عن فلسطين.
وقد سمي جبل نابلس بجبل النار نسبة إلى معركة عزون التي خلدها إبراهيم طوقان قائلا : سائل بها عزون كيف تخضبت… بدم الفرنجة عند بطن الوادي.
وقد شاركت عزون في جميع ثورات فلسطين وانتفاضاتها، وحدثت معركة وادي عزون أثناء الإضراب العام في فلسطين سنة 1936 ضد فلول الجيش الإنجليزي.
وأستشهد عدد من أبناء عزون بينهم «فاطمة غزال» والتي تعتبر أول فلسطينية تستشهد في معركة حيث كانت تنقل الماء والخبز للثوار.
وبعد ثلاث سنوات على استشهاد فاطمة أعدمت سلطات الانتداب البريطاني عام 1939 إبنها الثائر محمود الغزال سويدان، لقيامه بقتل عميلٍ لبريطانيا في مدينة القدس ودفن في مقبرة الأسباط هناك بعد أن رفضت سلطات الانتداب نقل جثمانه إلى عزون.

وفي عام 1937 قام شاب من عزون يدعى يونس الشايب (أبو طحله) بإطلاق النار على سمسار لليهود في يافا فألقي القبض عليه وقامت حكومة الانتداب بإعدامه شنقاً في القدس، وبنى قبره الحاج نمر النابلسي، وكتب على قبره ما يلي:-
سقى الله رمساً حل فيه مجاهد
شهيد غدت أعمالُه خير مؤنسي
فِدا وطنٍ غالٍ يقهَر العدا
ويشكو إلى القهار من متجسس
لقرية عزون الآبيةِ ينتمي
وفيها له ذكرٌ لَعمرُكَ مانٍسى
فوافته بشرى تؤرخ زاهراً
هي الحور زُفت لإسعاد يونس