بطل من فلسطين

الشاب محمد مراد صوف ، الذي اختار بمحض إرادته التوقيت الذي يرتقي فيه شهيداً … هندام مهذب متزن وراق ، ليس فيه من مظاهر الميوعة ولا من دلائل طيش الشباب أو ولوعه بأضواء البهرجة وحب الظهور شيء .. وهو لم يكمل بعد أيام مراهقته كلها ولم يتعد الثامنة عشر من عمره .

بل ايحاء بفائض من الرجولة المكتملة ووافر من الشعور بثقل المسؤوليات ، وكثير من التشبع والثقة بالذات !

الشاب محمد قبل أن يرتقي شيداً نسج بكل ثقة قصة للبطولة في سلفيت جنوب نابلس ، كانت كأنها مسرحية من وحي الخيال وعالم الديجيتال … يقوم بطعن مستوطنين ؛ ثم يستحوذ على مركبة فيقوم بعملية دهس . ينتقل الى مركبة ثانية وينفذ عملية دهس أخرى ؛ ثم يترجل مرة أخرى و يقوم مجدداً بعملية طعن ثانية في عدد من المستوطنين .
الحصيلة كانت ثلاثة مستوطنين كانوا مدخنين وقد اقلعوا نهائيا عن التدخين !

لن يستطيع إعلام الكيان ومن والاه أن يخفي حجم الخيبة لدى أجهزته الأمنية ولا الضياع الذي يعيشه مجتمع المستوطنين تحت ضغط القلق ورهبة الهلع … وكما العادة هو بكاء في الجانب المعادي وأفراح وتبريكات بالشهادة وتوزيع لبقلاوة الانتصار في كل غزة العزة .

تطور ملفت للإنتباه تشهده الساحة الفلسطينية كلها ، يصنعه فتيان بعمر الزهور ، لم تتبلور في أذهانهم بعد أحلامهم وتصوراتهم للحياة كما يفعل كل شباب الدنيا ، لكنهم خيروا أنفسهم بين الكرامة او الشهادة .

محمد مراد صواف