جلجولية وكفر برا
تعد قرية جلجولية في المثلث الجنوبي، احدى أعرق القرى الفلسطينية التي خلّد اسمَها التاريخ، وقد قامت على انقاض بلدة كنعانية كانت تعرف باسم جلجال في عهد الرومان، فيما تعددت الروايات حول الاسم وتناولته كتب تاريخ مختلفة.
تقع جلجولية على بعد 35 كلم شرقي البحر الأبيض المتوسط ، يحدها من الجهة الشمالية وعلى ما يقارب 3 كلم مدينة قلقيلية ومن الجهة الجنوبية قريةُ “كفر برا والتي تبعد ما يقارب 2 كلم .
وللقرية حكايات مع ثلة من العلماء القدامى ذكر التاريخ منهم عمران بن إدريس، أبو محمد زين الدين الجلجولي ثم الدمشقي الشافعي .
كفر برا من القرى القديمة جداً في فلسطين ورد ذكرها في الكتابات الفرعونية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
تقع في المثلث الجنوبي إلى الشمال من كفر قاسم. سُمّيت بهذا الاسم لاشتهارها بزراعة القمح وبجودة حنطتها(البِِر).
وهي واحدة من القرى المسماة بـ”العرقيات” لوقوعها في نهاية السهل الساحلي وعند بداية سلسلة جبال نابلس.
اكتسبت القرية أهمية خاصة إذ وقعت على طريق الحرير التاريخية الواصلة بين سورية ومصر عبر فلسطين، وعلى طريق القوافل التي كانت تسمى في العهد الروماني طريق البحر.
انطلقت في 2008 وغيرت حياة عشرات الشبان.. “صلِّ الفجر وفطورك علينا” رحلة إحياء فجر الجمعة بالأقصى
من قريتي جلجولية وكفر برا في الداخل الفلسطيني تنطلق حافلةٌ تقلُ عشرات المصلين قبل فجر يوم الجمعة نحو المسجد الأقصى في رحلة أسبوعية هدفها أداء صلاة الفجر في رحاب أولى القبلتين و عند مدخل المقبرة اليوسفية الملاصقة لسور القدس التاريخي تتوقف الحافلة في محطتها الأخيرة.
وكأنهم يشاهدون حجارة القدس العتيقة لأول مرة يسيرون بجوارها متأملين تفاصيل عراقتها، ومن باب الأسباط يدخلون البلدة القديمة متجهين نحو باب حطة الذي يصلون منه إلى المسجد الأقصى المبارك.
على مدخل المصلى القبلي يستقبل المقدسيون ضيوف المسجد بالتمور والقهوة والشاي، وبدت وجوه جميع المصلين القادمين من جلجولية وكفر برا مألوفة لرواد المسجد، إذ نشأت بينهم علاقاتٌ اجتماعيةٌ وطيدة خلال سنوات طويلة من الحرص على شد الرحال نحو القدس.
يقول أحد مؤسسي مبادرة “صلِّ الفجر وفطورك علينا”، إنه وأصدقاءُه المقربين قرروا عام 2008 الانطلاق بسيارة واحدة فجر كل يوم جمعة نحو المسجد الأقصى، وبعد مدة قصيرة انضم إليهم أصدقاء جدد وارتفع عدد المركبات التي تقلهم إلى الأقصى .
ومع ازدياد الإقبال على هذه الرحلة اضطرَ للتنسيق مع حافلة تقلهم بشكل أسبوعي من هاتين القريتين نحو القدس في رحلة تستغرق نحو ساعة.
ولإكرام كلِ من يواظب على أداء فجر الجمعة في المسجد الأقصى قرروا تنظيم إفطار جماعي تعاوني بعد انقضاء الصلاة، فحملَت مبادرتُهم اسم “صلِّ الفجر وفطورك علينا”.
هذه الحافلة تنطلق ضمن مشروع “قوافل الأقصى” التابع لجمعية الأقصى في داخل أراضينا المحتلة عام 48 ، ووفقا لمعطيات الجمعية التي شملت النصف الأول من عام 2022 فإن 2550 حافلة انطلقت من 70 قرية ومدينة منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية حزيران الماضي، ووصل نحو 120 ألف مصل من خلالها للصلاة في المسجد الأقصى والتسوق في البلدة القديمة.
شِدّوا الرِّحالَ فهذي الأرْضُ تنْتظرُ
تبْكي اشتياقاً , و قلْبُ القدْسِ ينْفطرُ
لنعلم الصَّخر إن لم يعلم البشرُ
إن البقاء لنا و الأرض و الثمرُ
آن الأوان لصوت الحق ينتصرُ
إنَّه الأقْصى الشَّريف فما لَكُمْ
من دونه عزٌ و في الأرْكان مُعْتَبرُ
إعداد وتقديم : كوثر صالح
