فلسطين أم البدايات

صفد

تقع في منطقة الجليل الأعلى، تُعتبر واحدة من أكثر مدن البلاد ارتفاعاً عن سطح البحر بحوالي 900 متر . وتطل على بحيرة طبريا ومرج بيسان الواقعين إلى الجنوب الشرقي منها وعلى جبل الجرمق إلى الغرب.
تعد أقدمَ مدن فلسطين ، أسسها الكنعانيون فوق قلعة تريفوت على السفح الجنوبي الغربي لجبل كنعان، وهي عاصمة الجليل الأعلى المحتل، ومركز لقضاء يحمل اسمها يقع بين سوريا ولبنان وقضاءي عكا وطبرية.
ورد ذكر صفد في نقوش فرعونية تعود للقرن الرابع عشر قبل ميلاد المسيح عليه السلام كواحدة من مدن الجليل، وعُرفت في العهد الروماني باسم “صيفا” ويعني القلعة الحصينة، وورد ذكرها في المخطوطات الإسلامية في القرن الرابع الهجري.
تضم صفد قرى عديدة منها
البويزية – البُطيحة – الجاعونة – الخالصة – الدرباشية -الدردارة ، وغيرها الكثير .
أهم المحاصيل التي تنتجها صفد الزيتون والعنب والتين والبطيخ والبرقوق والكمثرى والبرتقال.
ومن معالمها قلعة صفد التي شيدها الصليبيون في عام 1140م، والتي لعبت دورا كبيرا في الحروب الصليبية بفضل إشرافها على شمال الجليل وطريق دمشق، وفي عام 1188 للميلاد حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي المدينة من أيدي الصليبيين.
ومن معالمها أيضا مبنى السرايا التركي وبرج الساعة، وهو المركز الإداري للمدينة في الحقبة العثمانية.
تضم عددا من المعالم التاريخية العريقة كالمسجد الأحمر المشيد من الأحجار الحمراء المصقولة، بالإضافة إلى جامع الأمير فيروز ومتحف المدينة.
عُثر خلال بعض الحفريات الأثريّة القديمة حول قلعة صفد على بعض بقايا العمران العائدة إلى العصر الحديدي، ومدافن من العصر البرونزي.
حرصت جميع الغزوات الأجنبية على السيطرة عليها، نظراً لوقوعها على الطريق الواصلة شمالاً إلى دمشق، ولكونها، عاصمة للجليل، بالإضافة إلى أهميتها التجارية، فقد كانت في الماضي محطة من محطات البريد بين الشام ومصر.

صفد “عروس الجليل” تبكي الغائبين

أبناؤها الفلسطينيون وأرضها وجوامعها وكنيستها وجدران بيوتها كأنها ما زالت تبكي الغائبين. قلعتها وأوراق أشجارها وجميع ما كان وما بقي في صفد، يحرق القلب وجعاً وقسوة. وعلى الرغم من غياب أهلها عنها قسراً في العام 1948، فإن صورتها ما برحت جميلة في العيون، ولا تزال الأحاديث والذكريات عنها تنبض بالأمل. وما زال حلمُ العودةِ إليها يرافق اللاجئين الصفديين أينما كانوا.

إعداد وتقديم : كوثر صالح .

صفد