فلسطين أم البدايات

بيت ريما

بلدة فلسطينية من قرى الضفة المحتلة وتتبع محافظة رام الله والبيرة ، يعود اسمها إلى الحقبة الكنعانية حيث كانت تسمى «ريماتا» ، وكذلك كانت تسمى «ريميث» في الحقبة الرومانية وكلا الاسمين يعني الصخرة المرتفعة حيث تقع القرية على قمة جبلين.
تمتاز بيت ريما بإنتاجها لزيت الزيتون والذي يتم تسويقه وبيعه على المستوى الفلسطيني والعالمي. ويمتاز زيت بيت ريما بمذاقه المميز والمطلوب بشدة.

كما تمتاز بمقاومتها المستمرة لجيش الاحتلال ، حيث كانت وما تزال شوكة في حلقه. فقد قدمت من الشهداء الكثير، كما ويقبع خلف القضبان أكثر من ثمانين أسير من بلدة بيت ريما، ومنهم من أصحاب الأحكام العالية، مثل عبد الله البرغوثي صاحب أعلى حكم في تاريخ السجون الصهيونية وهي 67 مؤبد و500 عام.

يوم من الذاكرة مجزرة بيت ريما ..

كان حمدي قرعان الشخص الأنسب الذي وقع عليه الاختيار لتنفيذ عمليّة تاريخيّة ، وتسطّر عنوانًا في تاريخ المقاومة الفلسطينيّة، فحضر إليه مجدي ريماوي الذي طلب منه صورةً شخصيّة لتجهيز الهويّات وجوازات السفر ، فيما طلب منه زيارة فندق “حياة ريجنسي” الذي يزوره وزير السياحة “الصهيوني رحبعام زئيفي بشكلٍ مستمرّ.
التقى أفراد خلية “اغتيال زئيفي” برجلٍ آخر غير مجدي الريماوي الذي وكّلهم رسميًا بتنفيذ العملية وخطّط معهم لها، عُرف حينها بـ “الرجل المجهول”، والذي التقى بهم مرةً واحدة قبل تنفيذ العملية، ليوضح لهم تاريخ المجرم زئيفي، صاحب فكرة “الترانسفير”، وليوضح لهم تاريخه المشؤوم، إضافةً لتفاصيل عن العملية وعن وجود الهدف “زئيفي” في مكان تنفيذ العملية.
وكان زئيفي أحد أكبر المنادين بضرورة تطبيق فكرة “الترانسفير” في ذلك الوقت، وهي الفكرة التي تقوم على مخططات لترحيل الفلسطينيين من الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال بشكلٍ كامل.

بعد اغتيال زئيفي حاول كيان الاحتلال اعتقال من تعتبره مخطط العملية، مجدي الريماوي، فاقتحمت بلدة بيت ريما قرب رام الله، يوم 24 تشرين أول 2001، وقتلت أفراد نقطة حراسة فلسطينية بينما كانت المروحيات الصهيونية تقصف البلدة وقوات من المشاة تتقدم عبر حقول الزيتون ، سقط العديد من الجرحى الذي تركوا في حقول الزيتون ينزفون .
و أقر مسؤولون عسكريون صهاينة إن القوات االصهيونية واجهت مقاومة غير مسبوقة عندما دخلت القرية تحت جنح الظلام. ومنع الجيش الصحفيين من دخول القرية التي أعلنت منطقة عسكرية مغلقة ، وأوضحت المصادر أن 15 دبابة على الأقل طوقت البلدة وتوغلت داخلها.
تعد هذه المجزرة الدموية أبشع المجازر التي نفذت ضد أبناء شعبنا الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى 2000 بعد مجزرة مخيم جنين، ووصفتها مصادر في حينه بأنها مماثلة تماماً لما جرى في دير ياسين التي ارتكبتها قوات الهاغاناه الصهيونية عام 1948
بيت ريما كبدت الاحتلال خسائر فادحة، فهي المسؤولة عن عمليات استشهادية حدثت في مطاعم ومنتجعات وحافلات صهيونية،لكن ما لم يتوقّعه الاحتلال أنّها ستكون شرارةً لمرحلةٍ قويّة في تاريخ الثورة الفلسطينية .

إعداد وتقديم : كوثر صالح

بيت ريما