سهل و بحيرة الحولة
في الجليل من شمال فلسطين، وإلى الناحية الشماليّة – الشرقيّة من مدينة صفد، أي قضاءها تقعُ ديار الحـولة التي كان يُطلق عليهااسم “بلاد الخيط”. والخيط هو نهرُ الشّريعة ، وذلك لاستدامة واستقامة مجراه ، و هي منطقة زراعية.
يحدُّ الحُولةَ من شمالها قضاءُ مرج عيون، وجبلُ الشّيخ وبانياس السورييْن. أمّا إلى الغرب، فجبالُ عامل اللبنانيّة، وهضبة الجولان منها شرقاً، لتقع الحُولة على خطِّ الغور الأعلى، فسُميّ ساكنوها عبر التاريخ بـ”الغوارنة”.
في وثائق رأس شمرا المُكتَشفةُ عن زمن الكنعانيّين ، ورد ذِكرُ بحـرة الحُولة باسم بحيرة “سمخو”، حلوة المياه ومحاطة بمستنقعات. تبلغ مساحتها 14 كم مربع.يصل عمقها الأقصى 6 أمتار.
وقد قام كيان الاحتلال بتجفيف بحيرة الحولة 1957.
تعتبر البحيرة محطة كبرى لاستراحة الطيور المهاجرة على طول الوادي المتصدع الكبير بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.
الزَّاغ والزَرْزُور، وبطّ جَرَمَان والسُمَّان، وكذلك وَز البحرة وبجعها، ، غير أنّ الغُرّي يظلُّ طيرَ البحرة وسفيرَها، لأنّه مُهاجرٌ إليها غير مُتوطنٍ فيها، يقصدُ البحرةَ وغابتَها مع بداية الشِّتاء من كلِّ عام.
و يقال “جورة الذهب” هذا ما سُميّ به سهل الحولة الذي ظلّ يَغِلُ على أهله من الأقطان والحبوب ما كان يكفي لإطعام كلّ أهالي أقضية صفد وبانياس ومرج عيون.
لم يكن ماءُ النهر يصبُّ في بحرة الحـولة، بقدر ما أنّه كان يمرُّ منها، فالنهر يظلُّ تدفقه جارياً حتى داخل البحرة، “ميّ بتسبح بالميّ” على حدِّ تعبير أهل الحولة .
(عملية “الحولة” الجهادية)
منفذو العملية:- الأبطال الشهداء الثلاثة:- خالد محمد حسن – قائد الخلية عادل كامل ظاهر داوود – نزار محمود خصاف
انتقاما لشهداء مجزرة رفح الأخيرة وفي سياق رد المقاومة الفلسطينية المنهجي على جريمة اغتيال العلامة السيد عباس موسوي الأمين العام لحزب الله … تحركت إحدى المجموعات المجاهدة العاملة في الجنوب اللبناني وتمكنت من البقاء لأكثر من يومين كاملين داخل الحزام الأمني حيث رصدوا كافة تحركات العدو في المنطقة .
اعترف الكيان المسخ بالعملية البطولية كما أذاع راديو الجيش الصهيوني ، أما الجرحى فذكرت الإذاعة أن بعض الجرحى أصيبوا بجراح خطيرة ، كما أكدت مشاركة طائرات هليوكابتر ووحدات من لواء جولاني ودبابات في العملية وأشارت إذاعة العدو أن المجاهدين والذين استشهدوا كان بحوزتهم : صواريخ لاو، ومدافع أر بي جي، سلاح خفيف.
من جراء إطلاق النار الأولية قتل ضابطان كبيران وأصيب أربعة آخرون واستمر المجاهدون بإطلاق النار وأيضاً نجحوا بإلقاء عشرة قنابل يدوية باتجاه القافلة… جنود القافلة ردوا على إطلاق النار واستنجدوا بواسطة الاتصالات اللاسلكية بالقوات المتواجدة في المنطقة طائرة هليوكابتر ودبابات ووحدة من جنود جولاني المتواجدة هناك والتي هرعت إلى المكان خلال وقت قصير حيث حاصروا البيت وبدأوا بإطلاق النار باتجاه المجاهدين وبعدها قامت القوة الصهيونية بتفجير البيت المحصن الذي لجأ اليه المجاهدون .
وقد تطرقت صحيفة الجورزليم بوست الصادرة ( بتاريخ 9 / 4 / 1992 ) إلى العملية وتحدثت عن المنفذين قائلة من الواضح أن المهاجمين كانوا أعضاء مختارون ويقاتلون من أجل النهاية السعيدة ، وسجل أن أحدهم كان يقاتل في نفس الوقت الذي كان يضمد جراح أخر .
جَفّت الحُولةُ من أهلها قبل أن يُجفَّفَ ماؤها. غير أنَّ تجفيف البحرة بعد النكبة قد ولّد جفوةً عن ذاكرة الحولة وأهلها، غابتِها وسهلِها، وبحرتها التي ظلّتْ قصةَ حال المكان والسُّكان . وللحولة، حكايةٌ مبلولةٌ بماء بَحْرَتِها، قبل أن يمتصَّها الجفافُ والجفاءُ معاً.
