فلسطين أم البدايات

المصلى المرواني

المشهد الذي يتلألأ وأنت ترى هذا المصلى ذات الطابع المعماري الفريد، وكأنه لوحة رسمها فنان تأسر الناظرَ إليه بجماله الخلاب، فهذا المصلى المرواني الواقع تحت ساحات المسجد الاقصى يحكي قصةَ حضارة وأصالة وفن على مر السنين.
يعد أكبرَ مكان مسقوف للصلاة في المسجد الأقصى يتسع لقرابة العشرة آلاف مصلٍّ وهو جزء لا يتجزّأ من الأقصى المبارك .
يقع أسفل الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، وكان يُطلق عليه قديمًا اسم التسوية الشرقية نسبةً إلى التسوية المعمارية التي بناها الأمويون في ذلك الموقع ،ليتسنَّى لهم بناءَ المسجد الأقصى على أرضية مستوية وأساسات متينة؛ حيث قاموا ببناء تلك الأروقة الحجرية القائمة على دعامات حجرية قوية .

أما عن تسميته بالمصلى المرواني، ذلك لأن إقامته تعود الى العهد الأموي ، في عهد مروان بن عبد الملك، حيث اتخذوه في تلك الفترة كمصلى مؤقت، حتى أتمام الأبنيه فوق سطح الأرض ، يقع المصلى على مساحة 4.5 دونمات .
ويتكوَّن المصلَّى المرواني من ستة عشر رواقًا، وخُصِّص في زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية، وفي أثناء الاحتلال الصليبي لبيت المقدس استعمله الصليبيون إسطبلاً لخيولهم ومخزنًَا للذخيرة، وأطلقوا عليه اسم إسطبلات سليمان، وأعاد صلاح الدين الأيوبي فتحه للصلاة بعد تحرير بيت المقدس.
وبالنسبة للسقف الحالي للمصلَّى فإنه يعود إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، أما الأعمدة والأقواس الموجودة في المصلى فإنها تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان.

ولما بدأ الصهاينة وضع خططهم لتحويل المصلى المرواني إلى كنيس لهم قامت مؤسسة الأقصى وبإشراف هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار في المسجد الأقصى فتح بوابتين عملاقتين من الجهة الشمالية للمصلّى المرواني كانتا قد أغلقتا منذ زمن قديم بسبب الزلازل.
اعتبر هذا العمل أضخم مشروع عمراني في المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين.

إعداد وتقديم : كوثر صالح .