ذكرى المولد النبوي الشريف.. فسحة للأقصى والمصلين في ظل موسم تهويدي طويل
يكفي أن رسولنا تواجد في هذا المكان كي نحرص على الرباط فيه و الدفاع عنه أمام الهجمة الصهينية الشرسة التي تستهدفه .
الاحتفالات بالمولد النبوي هي تقاليد متواصلة في القدس منذ ما يزيد على 600 عام.
في تلك الاحتفالات يتبادل المقدسيون التهاني ويوزعون الحلوى على المارة والأقارب.
وخلال النهار يخرج المنشدون برفقة الكشافة يرددون أغان دينية في أزقة البلدة القديمة وينتهون داخل المسجد الأقصى، حيث تقيم الأوقاف الإسلامية احتفالا مركزيا لإحياء تلك الذكرى في المسجد المبارك.
أحيا أبناء شعبنا في القدس، في الثامن من تشرين الاول لهذا العام ، ذكرى المولد النبوي بمسيرة كشفية، انطلقت من شارع الزهراء، مرورًا بشارعي صلاح الدين والسلطان سليمان وصولا لباب العامود، وانتهت في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
شارك أكثر من ربع مليون شخص في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف (ص) رغم إجراءات الاحتلال وتشديد حصاره على القدس، حيث جاءت المشاركة الواسعة للتأكيد على عروبة وإسلامية المدينة المقدسة ولضرب كل محاولات الاحتلال التفرد بالمسجد الأقصى المبارك.
رغم الأجواء الروحانية التي عمّت أرجاء أولى القبلتين فأبناء شعبنا يتذكرون أن هذه المناسبة العطرة تحل هذا العام بالتزامن مع الذكرى 32 لمجزرة الأقصى التي وقعت في الثامن من تشرين الأول 1990.
إن المشاهد المؤلمة للشهداء والجرحى في ساحات المسجد في ذلك اليوم لم تتكرر قبل هذا التاريخ وبعده.
وفي هذه المجزرة ارتقى 21 من ابناء شعبنا وجرح المئات عند تصديهم ومنعهم أعضاء جماعة الهيكل الذين حاولوا اقتحام المسجد بهدف إقامة صلواتهم فيه ووضع حجر أساس هيكلهم المزعوم.
الاحتفالات في القدس تؤكد تمسكنا بهويتنا وعروبتنا وثقافتنا وأن كل إجراءات الاحتلال لن تنجح في تهويد المدينة المقدسة، وكل محاولات سلب تاريخنا ومسجدنا ستبوء بالفشل.
إعداد وتقديم : كوثر صالح