فلسطين أم البدايات

باب السلسلة …

أحد أبواب المسجد الأقصى الغربية و أجملُها وأكثرُها ارتفاعا، ويعتبر أحد الأبواب التاريخية، يقع بين باب المغاربة وباب القطانين ، و بين المدرسة الأشرفية شمالا، والمدرسة التكنِزية جنوبا، كما يشرف على شارع يضم العديد من المدارسِ الإسلامية في القدس .
يربط الباب حي باب السلسلة بطريق الواد وكنيسة القيامة وسوق الدباغة.
يرجع البناء الحالي إلى القرن الـ 12 و قد جُدد بناء باب السلسلة في الفترة الأيوبية عام 1200. وله مدخلان: الأولُ شمالي يسمى باب السكينة، وهو مقفل ولا يفتح إلا للضرورة، والثاني جنوبي يسمى باب السلسلة، وهو مفتوح، والبابان مصفحان مصنوعان من النحاس المذهب.
تزينه نقوش مختلفة ذات جمال وروعة صُنعت من الجبص الملون، وعند مدخَلِه يوجد نقشٌ يحتوي ألقاب الخليفة الفاطمي .
و للباب مدخلٌ مستطيلٌ بارتفاع 4.5م، وتوجد بالباب المفتوح فتحةَ مدخلٍ صغيرة تكفي لدخول شخص واحد عند إغلاقه.

يُعرف باب السلسلة بباب “داود”. وقد سمي بهذا الاسم لأن هناك طريقاً يصل منه إلى قلعة القدس. تلك القلعة التي عرفها المسلمون باسم محراب داوود ، وقد أسماه الفرنجة أيضاً “الباب الجميل” .
سمي باب السلسلة كذلك بسبب سلسلة كانت معلقةً في مدخله ، واعتقد الناس أنها تتميز بصنع المعروفِ والعدل: ويروي التقليد الاسلامي أن الطرفين المتخاصمين كانا يأتيان الى السلسلة ويحاولان الامساكَ بها. فكان المحقُ ينجحُ بالإمساك بها بينما كانت تنفرُ من المُبْطِلِ والمحقوق.

وثمة قصة أخرى، عن سلسلة أخرى، تربط الأرض بالسماء. فالمدينةُ مقدّسة، ونظرًا إلى مكانتها الرفيعة، كان لا بدّ من أن تُربط بسلسلة مع السماء.

من ميزة الباب الاسلامي انه تأثر بتصميم الباب الصليبي. ولذلك جميع الاعمدة والأقواس هي من ميزات الهندسة الصليبية مثل الاقواس المزدوجة، والتي تبدأ من منتصف ارتفاع الحائط وكذلك تصميم أوراقِ شجر ٍمصنعة .

سوق باب السلسلة …
يوجد بهذا السوق بعض من المعالم الإسلامية مثل: المكتبةِ الخالدية، و بعضِ قبور الصالحين، و سبيل باب السلسلة. يمتاز السوق اليوم بمحاله التي تقوم ببيع التحف التقليدية للسواح الأجانب ويقع هذا السوق بالقرب من المسجد الاقصى.

مئذنة باب السلسلة:

تقع هذه المئذنة في الجهة الغربية للحرم الشريف بين باب السلسلة والمدرسة الأشرفية، تم بناؤها في عهد السلطان محمد بن قلاوون في سلطنته الثالثة ، وذلك وفق النقش التذكاري الموجود في الجهة الشرقية من قاعدة المئذنة.
تقوم فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى قرب منتصفه , عرفت كذلك بمنارة المحكمة وهي مربعةُ القاعدة والأضلاع , يبلغ إرتفاعها 35 م.

وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنةُ الوحيدة من بين مآذن الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا ، إلى أن بدأ استخدامُ مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة .
تقع المئذنة في موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق ، فلا يسمح لأحد من المسلمين بالصعود إليها.

زهرة المدائن، احتفظت من الماضي بتلك “العادة”؛ تسويرُ الجمال، حماية له، وإعطاءُ البوّابات دور المنظِّمِ لدخول البشر وخروجهم. فضلًا عن تعاويذَ ورقى، هنا وهناك، وحكايات ٍ متناثرة مليئة بالتشويق، تضفي كلّها على المدن المسوّرة سحرًا فوق سحر.
هنا لسنا في حضرة تسوير الجمال فحسب، بل في حضرة ما هو أعلى من الجمال رتبةَ المنتهى، وللمقدّس رتبةً الأقصى؛ هنا المسجدُ الأقصى نورٌ على نور، وسورٌ بعد سور، وأبوابٌ عدة ، لكل منها اسم وقصّة.

إعداد وتقديم : كوثر صالح