باب الرحمة
سمي بالباب “الذهبي” لبهائه ورونقه ويقع على بعد 200 م جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور.
يعود هذا الباب إلى العصر الأموي، وهو باب مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة ضخمة، يعد من أجمل أبواب المدينة، ويؤدي مباشرة إلى داخل المسجد الأقصى.
بناء الباب تم بمهارة فائقة جعلته أشبه بلوحة فنية، ويضم البناء زخارف توثق ازدهار الفن المعماري الإسلامي، وأطلق عليهِ العديد من الأسماء سابقاً، بينها البوابة الأبدية، والبوابة الدهرية، ، وباب الحكم، وباب القضاء..
بنى الأمويون باب الرحمة قبل نحو 1300 عام ليكون بابا مشتركا بين سور القدس والمسجد الأقصى الشرقي، ولاصقه مصلى باب الرحمة الذي يتكون من بابي “التوبة” و”الرحمة”، اللذين يفضيان إلى قاعة كبيرة مقببة تحملها أعمدة رخامية.
يعتقد المسيحيون والمسلمون عمومًا أن هذه كانت البوابة التي دخل منها يسوع (ع) إلى القدس.
وفي رواية …
أنه يرجع المسلمون عموماً بناء الباب إلى العصر الأموي، كما يربطه بعضُ علماء المسلمين بسورة الحديد
عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: إنه السور الذي ذكره الله في القرآن ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ). هو السور الشرقي؛ باطنه المسجد وظاهره وادي جهنم.
كما يشير كثيرٌ من علماء التفسير إلى أن المسلمين توافدوا دائماً على هذا الباب باعتباره أقيم على باب الجنة مجازاً.
مصلى باب الرحمة ….
يقع مصلى الرحمة شرقي المسجد الأقصى داخلَ باحات الحرم وهو عبارة عن مبنى مرتفع يتم الوصولُ إليه عبر درج طويل من داخل المسجد ، وهو المدخل الداخلي لبوابتي الرحمة جنوباً والتوبة شمالاً المغلقتين منذ قرون، وتشكلان بوابةًً تقع في بطن السور الشرقي للمسجد الأقصى أي أنها واحدةٌ من بوابتين اثنتين فقط كانتا تستخدمان للوصول إلى المدينة من هذا الجانب الذي يُوصلُ إلى باحات الحرم الشريف مباشرة من خارج أسوار المدينة ويبلغ إرتفاعُها 11.5 م.
وبعد تحرير القدس أغلق القائد صلاح الدين الأيوبي الباب -لأغراض أمنية- وحوّل المصلى إلى مكان للصلاة، حتى الفترتين المملوكية والعثمانية، حيث اعتكفَ فيه الإمام أبي حامد الغزالي وألّف كتابَه “إحياء علوم الدين”، ونَشطتْ فيه المولوية المتصوفة.
وقيل إن العثمانيين هم الذين أغلقوه بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك، مآلَها أن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب ، و ذُُكر أن هذا الباب قد تعرض للتدمير في معظم الحروب وأعيد ترميمه، ودخل منه هرقل بعد انتصاره على الفرس عام 628.
ظل موقع صراع بين المقدسيين والاحتلال حتى أعيد فتحه بعد ما عرف بـ”هبة باب الرحمة”.
في 12 أذار 2019، بعد إغلاقه لستة عشر عاماً أعاد نشطاء فلسطينون وقيادات دينية فتح مصلى الرحمة الذي أغلقته السلطات الصهيونية عام 2003 بأمر قضائي بسبب استخدامه من قبل لجنة التراث التي اتهمتها الكيان الصهيوني بالتبعية للمقاومة .
سميت المقبرة على جانبي الباب من الخارج باسم مقبرة الرحمة، وتضم قبري الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت.
إعداد وتقديم : كوثر صالح
